نقد الشهيد المطهّري للحداثة (مقترحات لدراسة مقارنة)

نقد الشهيد المطهّري للحداثة (مقترحات لدراسة مقارنة)

محمّد لغنهاوزن*

الموجز:

باستطاعتنا الوقوف على ماهيّة رؤية الشهيد المطهّري لمسألة الحداثة في الحقبة التي أدّت إلى قيام الثورة الإسلاميّة في إيران وذلك من خلال دراسة ردود أفعاله تجاه تهديدات الماركسيّة مضافاً إلى آرائه الصريحة حول الحداثة. أوّلاً:  تتّسم المدرسة الماركسيّة بمَيزات متعدّدة قد أنكرها الشهيد المطهّري بكلّ حزم باعتبار أنّها مغايرة للإسلام. ثانياً: إنّ للماركسيّة والحداثة أبعاداً يقبل بها الشهيد المطهّري، بل ويستخدمها في توضيح وجهات نظره. فالشهيد المطهّري لا ينبري ـ أبداً ـ لرفض كلّ ما هو حديث تحت شعار السنن والتقاليد؛ فهو يرسم للماركسيّة ـ بشكل خاصّ ـ وللحداثة ـ بشكل عامّ ـ عناصر يؤيّدها من جهة، ويبيّن لهما عناصر يخالفها من جهة ثانية.

فمن جملة خصوصيّات الحداثة التي يدينها الشهيد المطهّري هي النزعة النسبيّة. وقد نظر كتّاب آخرون ـ من جملتهم مكينتاير، وتايلر، وغرانت، وهاكينغ ـ أيضاً إلى النسبيّة باعتبار أنّها إحدى سمات الحداثة حتّى أنّهم بنوا انتقاداتهم للحداثة ـ إلى حدّ ما ـ على انتقاد النسبيّة. وهنا نلاحظ أنّ نقد غرانت للنسبيّة يشابه في أبعاد مهمّة منه نقد الشهيد المطهّري لها. وکلّ ما نحصل علیه من خلال هذه الدراسة المختصرة هو رؤية عامة للاتجاه  المتنوع جداً  للحداثة، والذي يمكن انتزاعه من افکار الشهید المطهري.

الكلمات المفتاحيّة: الحداثة، الماركسيّة، التقاليد، النزعة النسبيّة، الاتّجاه الفرديّ، الاستاذ المطهّري.


* اُستاذ في مؤسّسة الإمام الخمينيّ (ره) للتعليم والأبحاث.