ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

يقول الدكتور حسين غفاري (تلميذ الشهيد): في السنوات الأخيرة من الثورة اجتمعت بالشهيد في منزله ذات يوم، فحدّثني عن أمور منها أنه قال:

إنّ كثيراً من الباحثين تتغيّر آراؤهم فيعيدون النظر فيما يطرحونه، مرة كلّ بضعة أعوام. وقد يتبنّى بعضهم عقائد مختلفة واتجاهات متضادة طَوال عمره. ولكن مما تفضّل الله به عليّ أنه منذ شبابي لم أكتب سطراً واحداً فأكتشف فيه غلطاً فيما بعد.

بحمد الله، مهما كتبتُ وأيّما اعتقدتُ منذ أيامي الأولى حتى الآن، فلا أزال عنده. ولمّا أُراجع كتاباتي قبل ثلاثين سنة، ربما وجدتُ تكاملاً في بعضها؛ بأن أبديت رأياً بالإجمال ثم فصّلت فيه، وأتيت بما هو أنضج، أو ذكرت دليلاً لموضوع ثم اهتديت إلى دلائل أخرى، ولكن لم يحدث أن قلت قولاً أو كتبت شيئاً لست أعتقده الآن.

إنني أعدّ ذلك من عظيم الألطاف الإلهية عليّ!

???? المصدر: پاره ای از خورشید (قطعة من الشمس)، ص ٣٥٩