هناك كلمة رائعة لأحد الأكابر؛ يقول: دائماً لمّا ندعو الله تعالى نقول له: «ربنا أعطنا …»، ولا نقول أبداً: «ربنا خذ منا»!
مع أننا أشدّ حاجة إلى هذا الدعاء! حيث إنّ احتياجنا إلى ما يجب أن يأخذه الله منّا، أكثر مما نريد أن يعطينا إياه. وما لم يخلّصنا الله تعالى مما يجب التخلّص منه، لا مجال لأيّ عطية ومنحة إلهية!
يجب أن نقول: رباه انزع عنا حبّ الجاه والمال، انزع عنا هذه الأحساد، انزع عنا هذه الأحقاد والعُقَد، طهّر قلوبنا من هذه الكدورات، وارفع هذه الحُجُب مِن أمام أعيننا. خذ هذا الغلّ والغش والحقد وهذه الضغائن والشكوك وأنواع الشرك، خذ هذه الكبرياءات والأحساد.
فاحتياجنا إلى «خذ» أكثر منه إلى «أعطنا».
وما الذي يعطينا؟! ومن أنت يا ترى؟! فانظر لنفسك أولاً ما أنت؟! وماذا عندك وما الذي تطلب؟! وإلى أي شيء تطلب؟
اُغْدُ ذا قَلبٍ كمِرآةٍ نَقي وابْغِ لُقْيا مِن جمالٍ مَلَكي
ففرّغ أولاً ما بداخلك عما يجب أن يُنزَع عنك، ثم قل: أعطِني. فعندها تستجاب دعواتك، وعندها إذا قلت: «أعط»، ستقرن بالإجابة!
✍ المفكر الشهيد مرتضى المطهري، التعرف على القرآن الكريم، ج 9