… لعلّ في انتخابات كالانتخابات التشريعية مثلاً، ترى لأنّك تتزعّم جمهوراً من الناس، فانطلاقاً من نصحك لهم وحسن نيّتك، وبناءً على ما توصّلت إليه من كون المرشح الفلان هو الذي ينبغي التصويت له – وهب أنّك صائب في رأيك – تقوم بفرض رأيك على الناس، قائلاً لهم: إنّكم لا تفهمون، يجب أن تصوّتوا لفلان.
لكن إذا فعلت ذلك، لن يبلغوا رشدهم الاجتماعي إلى يوم القيامة ..
يجب أن تمنحهم حرّيّة التفكير، دعهم يحاولوا بأنفسهم، واترك المرشح يمارس حملته الدعائية ، حتى يبقى الناخب متردّداً بين هذا وذاك … إلى أن يدلي بصوته. ثم ربما ينتبه إلى خطئه .. وهكذا في مرّة ثانية وثالثة حتى تكتمل تجاربه … ويتحوّل الشعب إلى شعب يمتلك رشده الاجتماعي.
إذا فُرض على الشعب التصويت لجهة معيّنة وسُلبت منه الحرية، بحجة أنه شعب لم يبلغ رشده، سيبقى هذا الشعب غير رشيد إلى الأبد. إنّ رشده بأن تتركه حرّاً حتى وإن أخطأ مأة مرّة.
✍️ المفكر الشهيد المطهري، مستقبل الثورة الإسلامية في إيران