الانحطاط الحضاري للمسلمين وتعليله الثقافي في فكر الأستاذ المطهري
مهدي جمشيدي*
مجتبى زارعي**
الخلاصة:
لقد قمنا في بداية البحث بشرح ومناقشة النظريتين المتنافستين في تحليل انحطاط المسلمين وهما: النظرية التي تتبنى الانحطاط القهري للحضارات والنظرية التي تعتقد بوجود عناصر مسببة للانحطاط في تعاليم الاسلام. أما في القسم الثاني فتناولنا نظرية الأستاذ المطهري في هذا الشأن وهي تؤكد على سببين هما: ابتعاد المسلمين عن تعاليم الاسلام، وتأثير العوامل الأجنبية والمعادية. أما العامل الأول فالشهيد يرى أن الإسلام ليس هو العامل لانحطاط المسلمين بل أكثر من ذلك فالمجد الذي ناله المسلمون في فترة رقي الحضارة الإسلامية إنما كان نابعاً من صميم الاسلام ومضمونه الأصيل؛ وأن الذي تسبب في انحطاط المسلمين هو انحرافهم وابتعادهم فكراً وعملاً عن تعاليم الإسلام. أما القسم الثاني فنتطرق فيه إلى رأي الأستاذ حول تأثير العوامل الأجنبية والخارجية في هذا المجال فندرس العوامل الثلاثة وهي: تحريف المعارف الإسلامية وافتعال فرق ومذاهب من قبل غير المسلمين، شن الهجمات العسكرية على الوطن الإسلامي وأخيراً الاستعمار الحديث للغرب. في القسم الأخير من المقال عرضنا بحثاً تحت عنوان تجاوز الانحطاط وقد تناولنا فيه موضوع البحث عن الهوية الإسلامية في منظور الأستاذ المطهري حيث يعتقد أن على المسلمين في العصر الحاضر أن يبحثوا عن هويتهم الإسلامية ليصحوا من سبات عمّهم فترة من التاريخ وليعودوا من جديد ليشيدوا حضارة تمنحهم عزة وسمواً.
الكلمات المفتاحية: انحطاط المسلمين، التعليل الثقافي- التاريخي، تعاليم الاسلام، الحضارة الاسلامية، المستعمر.
* مدرس وعضو في اللجنة العلمية لقسم علم الاجتماع في مركز العلوم الانسانية والدراسات الاجتماعية للأبحاث.
** أستاذ مساعد في جامعة إعداد المدرسين.