???? نشرت زمرة فرقان ما بين العامين 1978 و 1979 م كراسات تتضمن تفسيراً لآيات القرآن الكريم على أساس الفكر الماركسي، فقالوا على سبيل الجزم أن مراد القرآن من الدنيا هو الحياة في ظل الرأسمالية والمالكية الخاصة، وأن الآخرة هي الحياة في ظل النظام الاشتراكي المتقدم.
????وكانت قد هدّدت فرقان فيما نشرت بأنها (ستقوم بتصفية كل من يخالف الأفكار التي تتبناها) فعلّم الشهيد مطهري على هذه العبارة بالذات ووضع خطّاً تحتها.
????فكان الأستاذ يرى تلك التحريفات الصريحة لكتاب الله، خطراً كبيراً؛ ولذلك فقد عمد في المقدمة الثامنة لكتابه «الدوافع نحو المادية» – ومع كل ما تلقاه من التهديدات – إلى نقد آراءهم بأسلوب استدلالي بحت ومن منطلق النصح والشفقة عليهم، دون أن يجانب الأدب والاحترام في كلامه. فعبّر عنهم بـ «الأعزة» وكان ختام كلمته ما يلي:
????…كان هذا بعض ما أردت أن أذكر به – حُباً ونُصحاً – الأعزة الذين لا أزال أعتقد أنهم قد خُدعوا وأرجو أن يكون موعظة نافعة.
مرة أخرى أدعو العلماء وأصحاب الفضيلة إلى النظر والتدقيق فيما ذكرت؛ فإن بدت لهم هفوة في ذلك فليذكّروني بها لأكون شاكراً لهم كل الشكر وأتقبلها منهم أيّ قبول. (الدوافع نحو المادية، مقدمة الطبعة الثامنة).
????وكانت الرصاصة التي أصابوا بها رأس أستاذنا الشهيد، قد دخلت من شحمة أذنه اليمنى وخرجت من فوق حاجبه الأيسر. وقد تركوا ورقة في المكان نفسه كتبوا في أعلاها: ﴿وقاتلوا أئمة الكفر﴾!!
????نعم فإنه وإن كان جميع شهداء الإسلام قد مضوا في طريق القرآن لكن أستاذنا الشهيد كان شهيد القرآن بالمعنى الخاص أيضاً ..
????الصورة أعلاه قد التقطت بعد ساعات من الاغتيال، صباح اليوم الثاني من مايو/أيار عام 1979 م في مستشفى طرفة في طهران.
????فسلام عليه يوم ولد ويوم مضى شهيداً مظلوماً ويوم يبعث حياً????