الأنصاف..

يخطر ببالي في كثير من الأحيان أن أكتب مقالة تحت عنوان «الأنصاف»! لأنّ الكثير من الأشياء وجودها الناقص أكثر خطراً من عدمها بصورة بحتة.

يقال أنّ الغزالي قال عن العلم بأنّ الوجود الناقص لكلّ شيء أفضل من عدم وجوده إلّا العلم، حيث وجوده الناقص أسوأ من عدمه.

والسبب واضح؛ فالإنسان الذي لا يعلم شيئاً لأنّه يعرف أنه غير عالم فهو على الأقل يسلّم للإنسان العالم، مثل الذي ليس طبيباً ويعرف أنه غير طبيب ولا نصف طبيب، فهو يستسلم للطبيب ويستفيد منه؛ أمّا نصف الطبيب فلأنّه يعتبر نفسه طبيباً لا يستسلم للطبيب، ثم يريد أن يستخدم علمه الناقص فيضر بنفسه بدل أن ينفعها! وهكذا قيسوا على ذلك؛ أنصاف المجتهدين وأنصاف التنويريين ومَن شابههم. هؤلاء الذين يعرفون شيئاً ويجهلون أشياء!

قل للذي یدعي في العلم فلسفة *** حفظتَ شیئاً وغابت عنک أشیاءُ

فهؤلاء خطرهم أكبر! هؤلاء بضعة كلمات وشعارات تغرّهم، فتراهم دون أن يتعمّقوا ويفكّروا فيها ويدركوا مغزاها يتأثرون بها ويندفعون.

✍️ المفكّر الشهيد مرتضى المطهري، فلسفة التاريخ، ج 1