منذ بداية شبابي بل صباي أتذكر أن بعضهم كان يقع في شبهة؛
بأنّ الزهراء (س) بما لها من عصمة وقداسة، لماذا انطلقت إلى مسجد النبي (ص) لتدافع عن قضية فدك؟
فهؤلاء الذين ﴿يطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً﴾ ﴿إنما نطعمكم لوجه الله﴾.
ويقول قائلهم علي (ع): «وما أصنَع بفدك وغير فدك؟»
وكما يقول الشاعر الفارسي:
ما الذي تنفعه أرض فدك *** من سما ثم اعتلى فوق الفلك
ثم توصلت إلى أنّ هناك قضيتين؛
الأولى: المطالبة لاستيفاء الحق المغصوب وإنقاذه وهذا ينطوي على قيمة رفيعة جدّاً .. قيمة إسلامية وإنسانية.
الثانية: مطالبة الجائع من أجل إشباع بطنه بأن يكون الدافع حيوانياً بحتاً، هذه قضية أخرى.
وفي قضية فدك لو كانت القضية مجرد إشباع البطن لما كانت تحظى بأهمية. حيث هؤلاء الذي ينفقون كلّ ما يملكون وهم جائعون كان أيضاً ينبغي لهم أن يتخلوا عن (فدك) لغيرهم.
لكن ليس كذلك؛ فقد أكون أنا أملك مالاً ثم أوثر غيري وأهب بنفسي من حقي، وأوثر غيري وأعطيه بكامل حرّيتي. فهذه قيمة وكمال.
وقد يأتي غيري لينتزع حقي بالقوة، فهنا لو لم أعمل لاستعادة حقي سيكون موقفي ضد القيمة. والقيمة أن انتزع حقي منه.
إنّ المطالبة بالحق قيمة.
✍️ المفكر الشهيد مرتضى المطهري