العلامة المطهري مؤسس الكلام الجديد للشيعة
علي اكبر رشاد*
الخلاصة:
هناك ثلاثة أنماط من الخطاب الفكري تنشط في حقل الفكر والثقافة على مستوى العالم الإسلامي وايران المعاصرة:
1-الخطاب المتشدد التقليدي حيث إنّ اعتماده على التشدد – إلى أبعد حدوده- تجاه التراث المعرفي المتبقي من الماضي والتحفظ المشفوع بلون من القدسية تجاه العطاء والتراث العلمي الموجود، وإضفاء القدسية على ما وصل من تراث السلف وعطائه العلمي، يعتبر سمة أساسية له.
2-الخطاب المتغرب التجديدي والذي يرتكز في أساسه على التبعية – في أوسع معانيها – للفكر والثقافة المهيمنين على العالم أو قل الخطاب الغالب في العالم الغربي تحديداً.
3-الخطاب التجديدي الإبداعي والذي يؤمن بقيمة ما وصلنا من تراث السلف المعرفي ويدرك اهميته؛ بل ويعلن وفاءه الواعي له، لكنه في الوقت نفسه يحترم مكاسب الفكر الإنساني المعاصر ويعيرها اهتماماً بالغاً، كما وأنه يضع في دائرة النقد العلمي وعلى حد سواء،كلاً من التراث المعرفي المتبقي من الماضي، وما قدمه الغرب من عطاء علمي في العصر الحاضر، وأخيراً يعمل جاهداً ليقدم آراء وأفكاراً بديعة وأصيلة، تنبع من أسس فكرية قويمة ومنطق رصين.
يمثل الامام الخميني الراحل والعلامة الطباطبائي والاستاذ الشهيد المطهري الاركان الفاعلية الثلاثة في تكوين الخطاب المجدد(التجديدي).
فالعلامة المطهري يمثل الضلع الكلامي لهذا الخطاب الفكري؛ وذلك لأن الميزة الهامة التي تتسم به مدرسة الاستاذ المطهري العقائدية، هو الاتجاه العقلي الاجتماعي، ما يسمح لنا أن نعبر عن هذه المدرسة الكلامية بـ«اللاهوت العقلي الاجتماعي». ففي التراث العقائدي للعلامة المطهري نرى أنّ المفاهيم المكوِّنة لعلم الكلام كالمبادئ والمنهج والمسائل وترتيب المواضيع والاتجاه والثمرات،كلها شهدت تحولاً ملحوظاً.
الكلمات المفتاحية: الخطابات الفكرية المعاصرة، الخطاب التجديدي، مرتضى المطهري، دراسة الدين، الكلام الجديد، التجديد في الكلام، اللاهوت الاجتماعي.
* أستاذ متخصص فی الفقه والأصول علی مستوی البحث الخارج _ حوزة طهران العلمیة